قصة قصيرة

موضوع: قصة قصيرة الإثنين أبريل 06, 2009 4:17 am

راسو

كان على عجلة من امره عندما رأيته الى اليمين من خربشاته الموجعة ، يرسم ، تلك الدوائر المتداخلة وياخذني في عالمها الغريب ،يرغب في ان يلاطف تلك الأوراق ،كان هواء لمرسم له .

كان يحاور الملأكة في منامة القصير ،يتأمل أجنحتها الشفافة اللامعة واطواقها البيضاء الجميلة ،يفعل الخطيئة ثانية ، ثم يطرد الشياطين من باله.

هو لا يلوم الى رأسة ، في العيد كان ينسى اولاده، يتصبب عرقه من التفكير ، ينحت الصخر ولا يحضر إلا في المساء ،كان اسمه جملة معترضة .

كان يعرف كيف يلقي كلامه على المارة ، يتذكر قليلا من الحقيقة ويحاول أن يمسك بلحظة وهم عابرة ، موسيقى خطواته كانت ككل الأشياء الجميلة المطرودة من معبد الصمت ، هو رجل المرحلة ، عاشق الخراب ، وصاحب الكتابة وصاحب الكتاب ، كان يحب العبث بالعبث نفسه ، ويدور في حيرة ولا يجد لنفسه مهربا ، يرتاح كثيرا حتى ان رائحة النوم سببت له اوجاعا وهمية .

هو فكر في الماضي ثم قرر ان يلاحق اناه ،تذكر ايام الطفولة الهاربة ، اشتاق لعروسه وتمنى اقراص حلوى . احساسة البليد لم يشعره بأحد ، وشاهد مسرحية كوميدية بالوانها الأبيض والأسود ،فرح ، وما عاد يحلم برجه .

اراد لنفسه صوتا جميلا ، فتح في رئتيه وتمنى ، شعر بالم في خصره ، قضى حاجته وابتسم .

اشعل سيجارة رطبه ،نظر الى تشي جيفارا ، ارسل له قبلة في الهواء الملوث بالدخان ،لم يؤجل لحظة تحمل سنوات مضت ،عله كان ساكن لحظة عصيبه، اشرك بخالقه وأخذ يسجد لأمه ، كان على لسانه دوما " احن الى خبز امي ،" غاب في شرود بعد السجود ، اعطاه الوهم اوهاما اخرى .

كان يحب التسكع في الطرقات ، وضع يديه في جيبه ، قرشه الأصفر ، تنهد من وحدته ، لم يستجب يوما لنداء امعائه التي طال صراخها ، قضم الجريدة ،شعر بحلاوة الحبر في حلقه.

فهم كل شي ، تصاعدت انفاسه إلى ألأعلى ، لا أحد يمكن ان يعيده.

شذى ابو حنيش
جامعة النجاح / نابلس
3/4/2007